الاثنين، 28 سبتمبر 2009

قاتل من أجل طموحك ولكن لا تُدمر



من الطبيعي أن تراودنا جميعاً أحلام في فترة الصبا .. نتخيل أنفسنا أننا سنقهر العالم ونملكه في أيدينا الصغيرة التي قريباً ستصبح كبيرة .. نتخيل أننا سندمر من يقف في طريقنا .. نتخيل أننا سنكون ممن تُكتب أسماؤهم في التاريخ وسيتذكرنا الجميع لا محالة ..
نتخيل أنفسنا ومعنا الملايين التي ننفق منها ما نريد وما لا نريد .. حسناً فهذه هي أحلام الغالبية العظمي !

من ناحية التفكير فهو في منتهي الطموحية .. وفي منتهي الإشراق .. وتحقيقه سهل ممُتنع .. فالحلم نفسه سهل وليس هناك أسهل من الأحلام والكلام .. كلاهما يُباع ولا يُشتري .. ولكن هل يعقل أن يصبح كلنا من أصحاب الملايين ويصبح كلنا من أصحاب القوة !
.. طبعاً لا يُعقل ولا يجوز .. ولكن الآن كيف أحلم وفي النهاية لا يتحقق حلمي .. هل عدم تحقيق الحلم معقول ومُجرد تحقيقه غير معقول ؟

حسناً لتتطلع علي الآتي .. الكثير من أصحاب الملايين في العالم حالياً .. لم يكن همهم الأول والأخير الأموال والقوة .. وأمامك امثلة حية عن أصحاب المواقع الإلكترونية التي يُعتبر مُلاكها من أصحاب الملايين .. نصفهم تقريباً لم يكن المال هدفهم .. سأطلعك علي قصة أحدهم .. : هي فتاة شابة لم تتعدي الـ 20 سنة علي ما اعتقد .. لا أتذكر إسمها بالتحديد وبحثت عنه لكن لم أتحصل عليه .. تلك الفتاة كانت مولعة بـ .. الموقع المشهور ..  My Space  الذي يتيح لك أن تقوم بإنشاء صفحة لك تضع فيها ما تريد .. أستغلت ذلك وقامت بعمل موقع يعرض إستيلات للحسابات فيه .. وبعد سنين أصبحت من أصحاب الملايين بثروة تقدر 4 مليون دولار ! .. هي في آخر قائمة أغنياء الإنرترنت ولكن هي منهم ..  
لذلك ليس من المُهم أن تهتم بالأموال في البداية وكذلك لا يجب أن تهتم بالقوة فهي ستأتي بالتدريج ودون أي مشاكل

لذلك يجب عليك أن تُقاتل من أجل طموحك وحلمك وتعمل عليه بكل طاقاتك وفي نفس الوقت لا تُدمر من حولك !!
السؤال الآن كيف يكون التدمير في الأحلام ؟ .. عندما يبدأ عقلك في الهزيان للمعلومات في تخصص معين .. تجدد نفسك في قتال مع غيرك .. تريد أن تسبقهم وهم يريدون ذلك ايضاً ولنفرض أنك فزت في النهاية ..
سيأتي دورك لتقول " ما الذي يجعلني أضع نفسي في قالب عربي " سأسافر للخارج وأقوم بتنمية ذلك .. معك حق فيما تفعل ولكن لماذا ستسافر ؟ هل أن مُتأكد أنك ستفعل ما تريده .. الإجابة ليست نعم ولا لا .. ولكن الإجابة سأحاول .. حسناً ! أنت الآن دمرت !

دمرت أسرتك حين غادرت .. دمرت نفسك حين فشلت في تحديد مصيرك .. دمرت احلامك في ترك بلدك والذهاب لأخري دون جدوي
هل معني ذلك أن السفر للخارج خطأ ؟ الإجابة لا طبعاً .. السفر للخارج يكون صحيحاً عندما يكون هناك سبباً لذلك .. عندما تكون متعاقداً مع مؤسسة معينة .. أو هناك شئ ثابت ستضع نفسك فيه

سيأتي أحدكم ويقول لدي فكرة وسأحاول تطبيقها ما المانع في ذلك ؟ .. ليس هناك مانع ولكن ما هو الفرق بين تطبيقها في بلدك أو في بلد أخري ؟ .. المُشكلة هي فيك أنت وليس في الفكرة أو المشروع .. إذا كان مشروعك جيداً فعلاً ومميزاً فسيرفعك في السماء وحينما تغادر لمكان آخر ستفعل ما تريد

إذن ليكون هدفك هو الحلم وتحقيقه وليس السفر وتحطيمه ..
حاول التغيير أيضاً في أحلامك .. حاول أن تصبح في المُقدمة بتلك الأحلام .. حاول أن تشعر نفسك أنك في المُقدمة مهما تراجعت ومهما تقدم غيرك
.. ..    .

هناك 3 تعليقات:

م.مصطفى يقول...

بارك الله فيك و جزاك الله خيرا

حـسين عادل يقول...

ما شاء الله حسام تدوينة جميلة وهادفة وترمي إلي أهداف بعدية ..شكرا علي الطرح الجميل ومتابع بقوة :)

محمود قنديل يقول...

تدوينة رائعه فعلا

كلام حلو بجد كان لازم من زمان تفتح مدونة لتخرج لنا هذا الكلام الرائع

تحياتي حوس ويسلمو على كلامك الحلو بتدوينة واسلوب رائع بتدوين

تحياتي محمود قنديل

إرسال تعليق